بسم الله الرحمن الرحيم
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
حب الجهاد ترعرع في قلوبهم مذ ولدتهم أمهاتهم ، بل كان حب الجهاد قد ورثوه من آبائهم وأمهاتهم وهم في بطون أمهاتهم لذلك كانوا أسود الحرب وأول المتقدمين في ساحات الوغى ، أولئك الذين باعوا أنفسهم وأموالهم لله والله اشترى فوعدهم بالجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين ، هؤلاء هم القادة الشهداء المؤسسين لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى " فتح "، فكانوا جنود بل أسود في الميدان يذيقوا العدو الويلات ونسمع الآهات تخرج من بين ضلوع بني صهيون ألما من ضربات مجاهدينا فلتسلم تلك الأيادي المتوضئة التي تضرب في العمق الصهيوني لتشفي غليل الشعب الفلسطيني فهم ما تخلوا أبدا عن دينهم أو بلادهم وسنعود.
يصادف اليوم الواحد والثلاثون من شهر ديسمبر الذكرى السنوية لإستشهاد قائدنا ومعلمنا وأحد مؤسسى كتائبنا العملاقة التى أدخلت الرعب إلي قلب كل صهيوني إستباحَ أرضنا بغير حق ،إنها ذكرى إستشهاد، القائد الوطني الكبير " ثابت أحمد عبدالله ثابت " أحد قادة حركة التحرير الوطنى افلسطينى " فتح " وقائد ومؤسس كتائب شهداء الأقصى فى الضفة الغربية.
الشهيد المناضل الدكتور ثابت ثابت هذا الرجل الذي زاوج بين العمل الطبي والكفاح المسلح وبين الاكاديمي والمقاتل وبين السياسي والعسكري في شكل جميل لا يتكرر كثيرا في داخل حركة فتح اغتيل في مثل هذه الايام اغتالته وحده تابعه للجيش الصهيوني امام بيته اطلقت عليه وابل من الرصاص وهو يهم بمغادرة بيته.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد الدكتور ثابت أحمد عبد الله ثابت في قرية رامين قضاء مدينة طولكرم في فلسطين عام 1953م ,أنهى دراسته الابتدائية هناك وعندما اكمل دراسته الثانوية توجه إلى بغداد لدراسة في جامعة بغداد كلية الطب ,التحق بصفوف حركة فتح عام 1968 أثناء دراسته وبدا نشاطه التنظيمي من خلال اتحاد الطلبة في بغداد حيث عمل مسؤولآ للمكتب الحركي الطلابي ورئيسا للإتحاد العام لطلبة فلسطين.
إعتقاله
وعند إنهاء الدراسة وحصوله على شهادة الطب عاد الشهيد إلى ارض الوطن ليخدم أهله ووطنه واثناء عودته اعتقل على جسر أريحا إداريا ولمدة 6 أشهر ، حيث قام المحتلون بفرض الإقامة الجبرية عليه لمدة 3 سنوات.
مشوارة النضالى
بعد ذلك قام والده بفتح عيادة له في مدينة طولكرم والتي كانت مركزا للعمل التنظيمي والوطني واستمر في عمله التنظيمي والنقابي حيث انتخب نقيب اطباء الأسنان في الضفة فكان حلمه منذ الصغر بأن يكون مسؤول تنظيم ينظم في أحضانه كخطوة على طريق الحلم الفلسطيني الأكبر في تحقيق الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها قدس الأقداس فتحقق حلمه وهو من مؤسسي حركة فتح في محافظة طولكرم فدائما كان يسعى على تقوية التنظيم حيث تتلمذ على يده الكثير من الكوادر التي تلقى عليهم المسؤولية ليخرجوا كالمارد في وجه المحتلين فكانت عزيمته لن تلين أبدا في وجه المحتل وكان مثال الرجل المعطاء المجاهد فلم يتوانا لحظة في أن يكون دائما في المقدمة ولم يتأخر قط على تلبية النداء فكان جنديا وفيا لزملائه ووطنه وفيا لكل من يستنجد به لأي عمل كان وصدر عنه عدة كلمات تدل على وطنيته منها .
. أن الأوان لننطلق إلى الأمام نستمد من الماضي الإرادة والتصميم ومن الحاضر القوة والصلابة نشق طريقنا إلى المستقبل بالعمل المشترك المتواصل هذا هو الشهيد البطل ثابت هذا هو ثابت الذي ذاع في الدنيا وعلى في التاريخ صوته وطال في ميادين البطولة شوطه واقترن اسمه بالثبات على مبادئه الوطنية والقومية والثبات حتى التحرير والنصر ومن القدرة الإلهية أن اسمه انطلق مع فعله هذا هو ثابت ثابت الذي أشاع في نفوس الإعداء الفزع والقهر والذعر حتى اصبح ذاك المارد الذي يشكل خطر المعركة .
وفي الآونة الأخيرة زاد غضب القادة الصهاينة على مناضلنا إلى أن قاموا بكل الوسائل بإغتياله .
إغتياله
ففي صبيحة يوم الأحد وبتاريخ 31.12.2000م ،سمع شهيدنا دوي طائرة تحلق فوق منزله القريب من المصانع الكيماوية بالقرب من الحاجز العسكري الصهيونى والقريب من منطقة الخضوري فغادر المنزل خشية من أن الطائرة ستضرب المنزل متوجها إلى مكتبه مكتب تنظيم فتح ،وعند ركوبه سيارته تفاجئ بان حشد كبير من القوات الخاصة الصهيونية بالقرب من سيارته بادئة بإطلاق النار عليه من أسلحة مختلفة ومن عيارات مختلفة لتخترق جسده بالكامل حيث تعرض شهيدنا البطل لسبع رصاصات أربعة في منطقة الصدر من عيار 300ملم وثلاثة أخرى في منطقة الظهر (العمود الفقري ) ورصاصة أخرى في اسفل الظهر حيث كان إطلاق النار على مسافة 300 متر وعندما سمع الأهالي إطلاق النار هرعوا لمعرفة ما يحدث من إطلاق النار في الحي فهب أحد الأطباء المجاورين لمنزل الشهيد طالبا سيارة إسعاف لنقل الشهيد إلى المستشفى بناء على طلب الشهيد الذي يرد( لا أحد ينجدني بل اطلبوا لي سيارة إسعاف) حيث حضرت سيارة الإسعاف بعد عشرة دقائق من وقوع الحادث وتم نقل الشهيد إلى المستشفى حيث ادخل إلى غرفة الطوارئ إلا انه فارق الحياة وفي لحظة استشهاده لم يكن يحمل السلاح ولم يكن برفقته أي أحد يذكر من حراسه وهذا يتنافس مع ما ذكرته وسائل الإعلام والصحف الصهيونية بأن كان لحظة وقوع الحادث اشتباك مسلح بين أفراد من تنظيم فتح وقوات الاحتلال.
وليست صدفة فقد كان في طليعة مناضلي شعبنا وقيادة انتفاضته العظيمة ولم يدخر جهدا في سبيل ودعم المقاومة الباسلة ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين ..
بعد إغتياله
وقد أراد جيش العدو من إغتياله ترويع مقاتلي شعبنا وردعهم عن المقاومة ولكنهم خسؤوا فدماه الزكية الطاهرة التي روى بها ثرى الوطن المقدس لن تذهب هدرا وان اغتياله لن يرهب شعبنا بل سيزيدنا إصرارا على التمسك باستمرار الانتفاضة والمقاومة المسلحة ضد الاحتلال حتى يندحر عن أرضنا إلى الأبد .
ويقول شقيق الشهيد الأستاذ المناضل عيسى ثابت بان ما أصابنا هي لحظات حزينة والتي أودع فيها شقيقي الدكتور ثابت ولكنني سأسير في النضال على نهج آخي وإذا نعيت لا انعي أخي فحسب بل انعي كل مواطن استشهد دفاعا عن وطنه ومقدساته فأقول : بكل إجلال وإكبار تحية لكل الشهداء اللذين هم اكرم منا جميعا وأنني اجدد العهد له ولرفاق دربه ولكل شهداء شعبنا بأن نكون أوفياء لدمائهم عاقدين العزم على المضي قدما على درب ثابت حتى يحقق شعبنا أهدافه الكاملة في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها قدس الأقداس مؤكدين للجميع على عهد أخينا ثابت سائرون فان فكروا ذات يوم بأنهم اغتالوا ثابت فكلنا والله ثابتون
حاولت القيادة السياسية لفتح في المدينة احتواء الكرمي وجماعته وحسب ادعاء جهاز " الشاباك " اتصل طبيب اسنان والدكتور ثابت ثابت بمسلحي كتائب شهداء الاقصى، وفي كانون أول/ ديسمبر طلب ثابت من الكرمي تنفيذ عملية اطلاق نار، حيث طلب منه تنفيذ الهجوم في الشارع بين مستوطنات "شافي شومرون" و"حومش" القريبيتين من نابلس.
"الشاباك" يقول ان ثابت غير من توجهاته مع بدء المواجهات، والهجوم ذاته اسفر عن اصابة مواطنة صهيوينة وجنديان، واحد الجنود كانت اصابته خطيرة للغاية، ولم تنقذ حياة ذلك الجندي الا بعد اسعافه مباشرة في المكان.
ثم حدث شيء غير مجرى المواجهات في طولكرم. وفي اليوم الاخير من عام 2000 قتل ثابت برصاص قناصين من وحدة يمام التابعة لحرس الحدود خلال خروجه من منزله، حيث قال قادة الشاباك ان اغتيال الدكتور ثابت ثابت سيردع مسؤولين آخرين في السلطة يقومون بدعم كتائب شهداء الاقصى.
الرد على إغتيال القائد ثابت
بعد الاغتيال اصبح الشهيد رائد الكرمي قائد كتائب شهداء الاقصى في طولكرم ومساعده ابن شقيق الدكتور ثابت مسلمة ثابت يبحثون عن الثار لدم الشهيد ثابت .
والفرصة جاءت في 23.1، عندما قام صهيونيين من اصحاب المطاعم في شارع شينكين بتل ابيب بعد ان تجاهلا الوضع الامني من دخول طولكرم لشراء حاجيات برفقة صديق لهما وهو عربي صهيونى. وفي نهاية جولتهما توقفا لاكل الحمص في مطعم بالمدينة.
وقد اذيع خبر وجود صهيونيين في المدينة، ووصل إلى المطعم لاحقا الكرمي ومسلمة ومجموعة من المسلحين، واقدموا على خطفهما، وفي ساحة معزولة على اطراف المدينة قتل اتجار زيتوني وموتي ديان بعد اطلاق النار على رأسيهما، فيما اطلقت المجموعة سراح المواطن العربي وتوالت بعدها ردود الفعل على استشهاد الدكتور ثابت ثابت من معظم مدن الضفة الغربية للثار للشهيد وشهداء الوطن .
فإننا اليوم في كتائب شهداء الأقصى – فلسطين لواء الشهيد القائد " نضال العامودي"، نحُيى ذكرى إستشهاد قائد فلسطيني كبير ترجم إنتماءه لفلسطين ولقضيته من خلال مسيرة نضالية طويلة تُوجَ فصولها الأخيرة بالشهادة، مجددين العهد والقسم لروحه الطاهرة بأن نمضى قُدماً على الطريق النضالي الذي مضى وقضى عليه شهيد القائد المؤسس " ثابت أحمد ثابت "وقافلة الشهداء الأبطال .
وانها لثورة حتى النصر أو الشهادة
القصف بالقصف.. والقتل بالقتل.. والرعب بالرعب
الإعلام العسكري لكتائب شهداء الأقصى -فلسطين لواء الشهيد القائد " نضال العامودي"
الذراع العسكري لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى " فتح "