إن شعبنا الفلسطيني ليس نادمًا على هذه الانتفاضة ورغم تثبيط المثبطين وتخاذل المتخاذلين ورغم ما يحاوله البعض من الفت من عضد شعبنا الفلسطيني بأن هذه الانتفاضة كانت خطأ وكانت خطوة متهورة؛ فشعبنا الفلسطيني يدرك اليوم أكثر من أي يوم مضى أن هذه الانتفاضة كانت خطوة صحيحة وخطوة ضرورية في سبيل استعادة حقوقنا التاريخية المسلوبة، وما يمر به شعبنا الفلسطينى وما تمر به قضيتنا من محاولات للسحق والتضييع أيضًا تثبت من جديد أن هذه الانتفاضة قابلة للتجدد وقابلة للابتكار إذا ما كان هناك محاولة للتفريط بثوابت شعبنا الفلسطيني وقضيته، وخاصة فى ظل ثورات الربيع العربى التى تشهدها المنطقة الآن.
بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية...
بدأت الانتفاضة الثانية بزيارة استفزازية من الإرهابي آرييل شارون للحرم القدسي في حماية جنود الاحتلال يوم الخميس 28 سبتمبر 2000م بهدف تأكيد السيادة الصهيونية على الحرم القـدس مهما كلف ذلك من ثمن، و تعتبر الانتفاضة قائمة حتى الآن فحركات المقاومة الفلسطينية بين يوم وآخر تواجه الاحتلال كما أن الشارع الفلسطيني ليس بعيدا عن المواجهات اليومية.
اتسعت المشاركة الفلسطينية في يوميات الانتفاضة لتشمل فلسطينيي 48 الذين قدموا 14 شهيدا وبرز دورهم في رفضهم الفعاليات السياسية الصهيونية برغم وجود بعضهم في الكنيست الصهيوني، وقادوا مظاهرات كبيرة ضد الإجراءات الصهيونية المتعسفة نحو فلسطينيي الضفة والقطاع.
مراحل انتفاضة الأقصى ...
بدأت انتفاضة الأقصى ضد الاحتلال الصهيوني بتظاهرات شعبية من المصلين الفلسطينيين، إثر تدنيس شارون لباحات المسجد الأقصى المبارك في القدس، وقد توزعت انتفاضة الأقصى على ثماني مراحل أساسية هي: النذير المدني، والرمي بالحجارة، والتبادل العسكري الأولي، والاشتباك العسكري القوي، والعمليات الاستشهادية وسيارات التفخيخ وانطلاق الصواريخ، ومرحلة التراجع العام، ومرحلة التهدئة، والتجميد العسكري .
المرحلة الأولى:
النذير المدني ...
انطلاق مسيرات ومظاهرات شعبية عامة، نظمت بعد أداء الصلوات في المساجد بفلسطين وخاصة المدن الكبرى، بدعوة التيارات الوطنية والإسلامية فانطلقت من الساحات العامة في المناطق الفلسطينية.
المرحلة الثانية:
الرمي بالحجارة ...
تسابق شباب فلسطين في ملاحقة قوات الإحتلال الصهيوني وإمطارهم الكثيف بالحجارة بالأيدي والمقاليع والزجاجات الفارغة والحارقة عند مداخل وشوارع المدن الفلسطينية الخاضعة للسيطرة الأمنية والمدنية الفلسطينية والتي كانت تحت الاحتلال الكامل .
المرحلة الثالثة:
كانت إلقاء زجاجات وقنابل يدوية حارقة وإطلاق رصاص على قوات الاحتلال، كاشتباك خفيف من المقاومة من عشرات المقاومين بصورة فردية أو عبر خلايا الفصائل الوطنية والإسلامية.
المرحلة الرابعة:
الاشتباك العسكري القوي...
تنظيم أعمال مقاومة مسلحة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين اليهود على الحواجز العسكرية الصهيونية المنتشرة في فلسطين واقتحام المستعمرات اليهودية وإطلاق النار على اليهود في الشوارع والأماكن العامة والتصدي لزحف قوات الاحتلال، وهذه الأعمال المسلحة القوية ضد جنود الاحتلال ومستعمريه أدت إلى رحيل جزء كبير من المستوطنين اليهود من المستعمرات.
المرحلة الخامسة:
العمليات الاستشهادية ...
تنظيم أعمال تفجير بشرية عبر قنابل بشرية استشهادية فلسطينية، من الأجنحة العسكرية للحركات الفلسطينية.
المرحلة السادسة:
مرحلة التفخيخ والصواريخ ...
تشتمل هذه المرحلة على زرع المتفجرات في مركبات عامة أو خاصة وتفجيرها عن بُعد، وكذلك إطلاق صواريخ ، وقذائف هاون وصواريخ مضادة للدبابات وغيرها، وإعداد وتصنيع العبوات الناسفة عن بعد.
أعلنت حركة " فتح " عن تشكيل جناح عسكرى لها وأطلقت عليه إسم " كتائب شهداء الأقصى " تخليدا لشهداء إنفاضة الأقصى الثانية ...
" كتائب شهداء الأقصى " و إنتفاضة الأقصى الثانية ...
منذ أن بدأت انتفاضة الأقصى لم يكن أمام المناضلين في حركة " فتح "حاضني لواء فكرها الأصيل على مستوى كافة محافظات الوطن في الضفة وغزة, إلا المبادرة في إنشاء وتكوين جسم كتائب شهداء الأقصى جناحاً عسكريا للحركة وذراعاً ضارباً يطارد فلول الاحتلال وقطعان مستوطنيه ويقض مضاجع الجبناء الغارقين في وحل المهادنة والمتقوقعين في نفسية العجز والاستسلام .
فجاءت كتائب شهداء الأقصى لتثبت إن حركة " فتح " النضال والثورة لمن استمر وبقى ، لا لمن مر وقضى وهى لمن { صدق وليس لمن سبق}وإنها خياراً نضالياً وعسكرياً يتجاوز فلسفة العجز والامتلاءات السياسية الهزيلة.
لقد قادة كتائب شهداء الأقصى العمل النضالى والثوري , ومعها كل أركان العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني على اختلاف أسمائها وتوجهاتها, ولتعيد الحركة إلى سجل مجدها وفجر عزتها وكرامتها . فأبدعت فرسانها بملاحقة غلاة المستوطنين حيث لم يمر يوم إلا وان تضع الكتائب بصمه بقتل أحدا منهم أو إصابتهم ودبة الرعب في قلوبهم . وكان هناك العمل المماثل بملاحقة جنود الاحتلال على حواجز الموت, بأفضل العمليات النوعية كحاجز عين عريك والتى نفذها الشهيد الأسير المجاهد " شادى السعايدة " ,بتاريخ 19/2/2002والتى تم فيها القضاء بشكل كامل على كامل الوحدة الموجودة بسلاح خفيف بالرغم من وجود الحراسات في المكان والاستيلاء على بعض من عتادهم وبنادقهم.
وكذالك عملية عيون وادى الحرامية التى نفذها الأسير المجاهد " ثائر حماد " والتى تم فيها قتل 11 جنديا صهيونيا على هذا الحاجز وذالك بتارخ 3/3/2002, ومحكوم علية بالسجن ب11 مؤبدا.
وكان لمجاهدى الكتائب فى قطاع غزة نصيبهم من هذة العمليات البطولية فكان الإستشهادى المجاهد " طارق ياسين " منفذ عملية " كسوفيم " جسر الموت البطولية بتاريخ 23-7-2005 , والتى قتل فيها خمسة جنود صهاينة من بينهم حاخام يهودي كبير وهو مسئول عن المدارس اليهودية داخل مغتصية كيسوفيم.
وبدأت قيادة كتائب الأقصى في توسيع رقعت العمل النضالي ليدق مضاجع الاحتلال في عمق أراضينا المحتلة عام 48 م , فكانت أولي العلميات الاستشهادية البطولية للإستشهادى المجاهد " علي الجولاني " بالقرب من وزارة حرب العدو الصهيوني بتاريخ 5/8/2001 ,فأدخل الرعب والهلع فى قلوب قادة العدو من صدمة العملية ووصول الإستشهادى البطل لهذا المكان الأكثر تحصينن .
وكانت أولى عمليات إقتحام المغتصابات الصهيونية الجاثمة على أراضينا المحتلة للإستشهادى القائد " بهاء الدين سعيد " منفذ عملية الإقتحام البطولية فى مغتصبة " كفار داروم " ليقتل ويصيب العديد من الصهاينة بتاريخ 18/11/2000.
وفى تطور نوعى ولأول مرة منذ بدأ الصراع مع العدو الصهيونى بعد إحتلاله لأراضنيا عام 48 , بدأت كتائب الأقصى فى حفر الأنفاق فكانت عملية الإستشهاديان " أشرف زقوت وأيمن سحويل " حيث قام المجاهدان بتنفيذ اول عملية اقتحام عبر حفر نفق علي معبر بيت حانون وقاتلا خلف خطوط العدووقامو بإقتحام موقع عسكري صهيوني وتم قتل جندى صهيونى وإصابة ثلاثة أخرين بجروح خطيرة حسب إعترافات العدو الصهيونى خلال العملية التي نجحت في تنفيذ هدفها بتاريخ 2004/2/26.
وبدأت الكتائب فى تطوير أساليب المقاومة , حيث أطلقت ولأول مرة منذو أن بدأت الإنتفاضة المباركة , الصواريخ وقذائف الهاون على المغتصابات والمواقع الصهيونية لتدخل الرعب والهلع فى قلوب قادة وأركان وقطعان المستوطنين الصهاينة, بفعل ضربات مجاهدى كتائبنا المظفرة وكان مجاهدى كتائب الأقصى من الطلأع الأولى فى تصنيع الصواريخ وقذائف الهاون , فكان الشهداء القادة " معتصم الصباغ ، أحمد صابر عباهرة ,والقائد إبراهيم ظاهرعباهرة والقائد ووراد طاهر عباهرة " أصحاب الفكرة الأولى فى تصيع هذة الصواريخ لتغير قواعد المواجهة مع العدو الصهيونى وأطلقو صواريخهم المباركة على مغتصابات العدو شمال الضفة الغربية.
وانتقل النضال الفلسطيني إلي أوسع أبوابه لتشارك فدائيات كتائب الأقصى الماجدات العمليات الاستشهادية فكانت الإستشهادية الأولى " وفاء إدريس " على مستوى فلسطين خلال الإنتفاضة المباركة وذالك بتاريخ 28/1/2002, لتضرب في العمق الصهيوني وبكل قوة فى عملية نوعية بطولية قتل فيه صهيوني وإصابة 90 آخرين بجروح مختلفة, لتتوالى من بعدها الفدئيات الماجدات " دارين ابو عيشة, آيات الأخرس, عندليب طقاطقة, ريم الرياشي, زينب علي أبو سالم, والإستشهادية نوار أبو شلهوب " وليضرب الاحتلال الصهيونى في كل مكان , معلنين للعالم كله لا عيش بأمن واستقرار إلا برحيل اليهود الصهاينة عن أرضنا الفلسطينية المحتلة.
واحتضانه الكتائب جيش جرار من المقاتلين والعاشقين للشهادة والمقتنعين بفكرها. وبدأت تنتقل رويداً رويداً إلي إن سجلت عملا نوعياً لتفجير أول دبابة مركفاة صهيونية بالقرب من مستوطنة نتساريم سابقا حيث قتل طاقم الدبابة بأكملة بتاريخ 14/3/2002, فكسرت الكتائب الأسطورة الوهمية لدبابة مركفاة.
وانتقلت أيضا ليكون أول عمل نوعي بسيارة مفخخة بالقرب من مستعمرة كفاردروم سابقا ليقودها الإستشهادى المجاهد " محمود العناني " ليصطدم بجيب عسكري وليقتل ويصيب من فيه بتاريخ 8-5-2003..
وفي زرع عبوة ناسفة كأول عبوة تستخدم فى الإنتفاضة على طريق كسوفيم سابقا لباص ينقل مستوطنين ليقتل ويصيب العديد منهم بتاريخ 15/7/2001.
والكثير الكثير من العمليات البطولية والنوعية التي بدأت بها كتائب شهداءالاقصى وهنا وقف الاحتلال متخبطا وحائرا أمام ضربات فرسان الكتائب واتخذ حينها أولي عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية في هذه الانتفاضة .
حيث إغتال العدو الصهيونى أول قائد لكتائب شهداء الأقصى الشهيد جمال عبد الرازق واثنين من رفاقه في قطاع غزة " رفح " 22 تشرين الثاني عام 2000 .
وبالمقابل في الضفة الغربية كانت أولي عمليات الاغتيال للقائد المؤسس الدكتور ثابت ثابت "طولكم" بتاريخ 31/12/2000.
وكانت أول عملية إغتيال صهيونية بالطائرات فى قطاع غزة لشهيد القائد " مسعود عياد " بتاريخ
2001/2/13.
وفى الضفة الغربية كذالك كانت عملية الإغتيال الأول بالطائرات لشهيد القائد " حسين عبيات " بتاريخ 9/11/2000.
فلن تستكين الكتائب أو تهدأ براكين الغضب لعشقها الحرية وقناعتها بأن الفجر قادم والثورة لابد ان تنتصر و‘إنا علي وصايا الشهداء أمناء.
وإكتسبت الكتائب حب الشعب لها والتفاف كل الشرفاء لحمايتها وبقيت إلي الآن عنوان المرحلة بطهارة بندقيتها وصدق وجهتها.
عهداً وقسماً لكل أحرار الوطن وشرفاء الأمة إن تبقي بنادقنا صوب الاحتلال موجهتا.
وحتى يومنا هذا فى حرب 2008م, التى سجلت فيها الكتائب إنتصاؤا كبيرا وعاد جيش العدو أدراجة مهزوما.
وكذالك سطرت الكتائب بمقاتليها المغاوير إنتصارا كبيرا على العدو الصهيونى فى معركة " هدير العاصفة " عام 2012م, بفعل الضرابات الموجعة بلإطلاق عشرات الصواريخ المباركة وقذائف الهون وأعلنت الكتائب بعد ثمانية أيام إنتصارها ومعها كافة فصائل المقاومة والعمل المسلح.
وكانت معركة " طريق العاصفة " بداية التحرير والتى إستمرت وأحد وخمسون يوما سطرت الكتائب فيها أروع ملاحم البطولة والفداء من خلال إطلاق عشرات الصواريخ المباركة وقذائف الهاون على المغتصابات والتجمعات الصهيونية, وعمليات القنص والإشتباكات المباشرة من نقطة " صفر" وقدمت الكتائب فى هذة المعركة عشرات الشهداء والجرحى , وقصفت منازل قادتها ومقاتليها الذين أدخلو الهلع والرعب فى قلوب قادة الكيان الصهيونى الهش ,وأعلنت الكتائب بعد وأحد وخمسون يوما إنتصارها ومعها كافة فصائل المقاومة والعمل المسلح .
وخاضت الكتائب المعركة تلو الأخرة لرد على جرائم بنى صهيونى " ففى سنة 2018 خاضت الكتائب معركتين مع العدو الصهيونى معركة يوم صمود، ومعركة قوة ردع " .
خاضت الكتائب معركتين مع العدو الصهيونى فى عام 2019 م،معركة الفعل الصامت ،ومعركة عامود الخيمة التى قدمت فيها الكتائب ثلاثة من خيره ابنائها وقادتها شهداء أثناء دكهم لمستوطات العدو بالصواريخ المباركة ،والشهداء هم "
قائد الوحدة الصاروخية: الشهيد القائد وائل عبد العزيز عبد النبي "أبو العبد".
الشهيد البطل: راني فايز أبو نصر "أبو أسامة".
الشهيد البطل: جهاد أيمن أبو خاطر "أبو إلياس".
ولازات الكتائب على عهد الشهداء ماضية , فى الإعداد والتجهيز للمعركة الكبرى , معركة تحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها .
وإنها لثورة حتى النصر أو الشهادة
القصف بالقصف.. والقتل بالقتل.. والرعب بالرعب
الإعلام العسكري لكتائب شهداء الأقصى - فلسطين لواء الشهيد القائد " نضال العامودي"
الذراع العسكري لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى " فتح "