عملية اليخت البطولية

خاص /// الإعلام العسكرى ،،،

بسم الله الرحمن الرحيم

فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

الأيام دول بين الناس يداولها الله عز وجل بينهم ليبلوكم أيُكم أحسن عملاً؛ ومن الأعمال الخالدة والباسلة المُضيئة المُشرقة في حياة شعبنا الفلسطيني المكافح وأمتنا العربية والإسلامية ، عملية اليخت البطولية في ميناء لارنكا واغتيال ضباط الموساد الصهيونى.

 تحركت القيادة الفلسطينية لإعادة المقاتلين إلى لبنان، للدفاع عن المخيمات، عن طريق البحر انطلاقا من مدينة لارنكا القبرصية وعندما أسندت المهمة مع باقي الأخوة في لجنة لبنان، قررت إقامة محطة إسناد في قبرص لتتولى مسؤولية متابعة إنزال الدوريات بحرا إلى لبنان، وتسلم قيادة هذه المحطة الأخ حسني سليم سليمان"أبو سليم".

وتعرضت الدوريات المتوجهة إلى لبنان لبحرا من الكمائن الصهيونية حيث تم اعتقال عددا من كبار ظباط القيادة الفلسطينية .

ومن خلال عملية الرصد والمتابعة لوحظ أن دوريات بحرية سورية وأخرى صهيونية تجوب البحر لمنع قوات الثورة الفلسطينية من الوصول إلى لبنان، إلا أن الأمر كان يحتاج بالنسبة للقيادة إلى كشف العلاقة بين الدوريات الصهيونية والجهة الاستخبارية التي ترصد تنقلات مقاتلى الثورة عبر القوارب المستأجرة من ميناء لارنكا مما ترك لدى القيادة الفلسطينية انطباع بوجود اختراق في صفوفها.

بدأت محطات الثورة في لارنكا العمل على معرفة كيفية حصول الزوارق الصهيونية على المعلومات المتعلقة بالسفن والقوارب التي تنقل مقاتلينا إلى لبنان.

وصدر أمر لمجموعة من قوات الثورة الفلسطينية في اليمن بقيادة “أبو عبيدة” وهو ذو خبرة وكفاءة عالية في القتال والرصد الأمني بالتوجه إلى لارنكا استعدادا للانتقال بحرا إلى صيدا في جنوب لبنان.

وفور وصول المجموعة استقبلها قائد المحطة أبو سليم وكلف أبو عبيدة البحث عن بحّار لتأمين نقل المجموعة بحرا إلى لبنان، وذلك لسبب أن لديه شكوك حول البحار السوري الذي يتعاملون معه واسمه “مصطفى صبرا” كون جميع القوارب التي نزلت وهي تحمل مقاتلينا عن طريقه قد تم اعتراضها.

بدأ أبو عبيدة يتردد على ميناء ليماسول بحثا عن بحّار لأداء المهمة، وخلال تردده لاحظ شخص ذو ملامح عربية يتردد على أحد اليخوت في الميناء، فتعمد أن يحادثه في أثناء عودته من زيارة ذلك اليخت، ولذلك قطع عليه الطريق طارحا عليه السلام باللغة العربية، فرد على السلام مما أكد له ظنه بأنه عربي، فتجاذبا حديثا مختصرا دون التطرق إلى مسألة استئجار قارب إلى لبنان، ومن لهجة الحديث تبين لأبي عبيدة أن محدثه سوري الجنسية ومهنته بحار ولهذا يتردد على الميناء.

قام أبو عبيدة بإطلاع حسني سليم “أبو سليم” على فحوى لقائه مع بحار عربي سوري شاهده يتردد على يخت خاص، لكنه لم يفاتحه بأمر استئجار قارب كنوع من الحذر لحين التأكد من هويته، فطلب أبو سليم من أبو عبيدة الذهاب في اليوم التالي إلى الميناء ومحاولة توثيق العلاقة مع البحار السوري المقصود لكنه كان قد اتخذ قرارا بإرسال أحد الكوادر ليتتبع ويراقب أبو عبيدة عن بعد.

وفي اليوم التالي قصد أبو عبيدة الميناء، وشاهد البحار السوري يغادر اليخت، فانتظر إلى أن اقترب منه، وبعد السلام سأله البحار السوري: يبدو أنك تزور لارنكا لأول مرة..؟ فأجاب أبو عبيدة: نعم فقد كنت أدرس في الكلية البحرية بالإسكندرية (مصر)، ولي صديق في قبرص وعدني أن يجد لي عملا على أحد البواخر وطلب مني عند الوصول أن نلتقي في الميناء حيث يعمل، وقد انقضت أيام وأنا ابحث عنه دون جدوى.

 واقتنص أبو عبيدة الفرصة وسأل البحار: أراك تتردد على ذلك اليخت هل تعمل هناك..؟ فرد البحار: لا.. إن اليخت تملكه إمرأة إنجليزية تعرفت عليها منذ فترة وتطلب مني بعض حاجياتها لحين عودة السفينة التي أعمل عليها، والتي ستصل إلى الميناء خلال أيام، وعرض على أبو عبيدة مرافقته للتعرف على أصدقائه في اليخت.

ذهب أبو عبيدة برفقة البحار السوري بهدف معرفة مكان وجود اليخت في الميناء، ومنذ أن وضع أبو عبيدة قدمه داخل اليخت، وسلم على المرأة والشخصين الآخرين، وإذا بعينه تقع على كتاب بالعبري كان على الطاولة أمام المرأة.

فشعر بإحساس غريب جعله لا يطمأن لهذه المرأة إلا أنه تجاهل ذلك الإحساس واستمر في الحديث معهم.

غادر أبو عبيدة اليخت وتوجه بسرعة إلى محطات قوات الثورة الفلسطينية الاستخبارية حيث اطلع الأخ أبو سليم على كل ما عرفه وشاهده.. وبينما كان يواصل الحديث لاحظ أن الأخ أبو سليم يضحك.. فسأله هل أخطأت في أمر ما..؟ فقال أبو سليم: أبدا يا أبو عبيدة فلقد كنا نراقب اللقاء مع هذا البحّار السوري المعروف باسم “مصطفى صبرا” ونتعامل معه لنقل المقاتلين إلى لبنان والذي أثار شكوكنا بسبب وقوع معظم القوارب التي قمنا باستئجارها عن طريقه في كمائن صهيونية.

وها قد انكشف الآن بأنه يتردد على يخت صهيونى ..

اصبر ودعنا نرى ماذا ستسفر عنه هذه المسألة!!

أرسل الأخ أبو سليم في طلب البحار السوري مصطفى صبرا وعندما حضر واجهه بالمعلومات حول علاقته مع المرأة الصهيونية فأنكر المعرفة بأي شيء عن مسألة اصطياد البحرية الصهيونية للقوارب المستأجرة من قبله، فتظاهر أبو سليم أنه مقتنع بما يقول، ولزيادة حالة الاطمئنان لديه كلفه باستئجار قارب لنقل مجموعة جديدة إلى لبنان وأن المجموعة ستصل خلال 72 ساعة، لكن الأخ أبو سليم فهم من حديث مصطفى صبرا أن اليخت الصهيونى قد مضى على توقفه في ميناء ليماسول قرابة عشرة أيام دون أن يغادر مطلقا.

وبدأ الأخ أبو سليم بجمع المعلومات عن اليخت الصهيونى وعن البحار السوري مصطفى صبرا، فأجمعت التقارير أن اليخت هو “محطة متنقلة لجهاز الموساد الصهيونى مهمته جمع المعلومات عن القوارب التي تنقل المقاتلين إلى لبنان، وأن البحار السوري عميل يزودهم بالمعلومات.

وحينما تأكد الأخ أبو سليم من صحة معلوماته قرر تنفيذ عملية لاحتجاز اليخت ومن عليه والمطالبة بالإفراج عن المقاتلين الذين احتجزهم الكيان الصهيونى في البحر، وعلى ضوء ذلك أعد خطة للاستيلاء على اليخت.

بدأ عملية اليخت البطولية 

قام أبو سليم بتسليح ثلاثة عناصر من مجموعة أبو عبيده وأمرهم بالتنفيذ، وفعلا تم اقتحام اليخت (فيرست) فجر يوم 25.9.1985م وتم احتجاز المرأة والاثنين المرافقين لها وطالبت المجموعة المنفذة بتسليم المقاتلين الفلسطينيين الذي سبق للكيان الصهيونى أن اصطادتهم في الفخ البحري، وطالبوا قدوم سفير مصر في قبرص لنقل طلباتهم مقابل إخلاء سبيل الرهائن.

وبالفعل حضر السفير المصري ولبى طلبهم واستمع إلى لائحة أسماء اسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال وعلى الكيان الصهيونى الالتزام بالمطالب حتى يتم الإفراج عن الرهائن.

في غرفة عمليات في لارنكا تواجد السفير الصهيونى في قبرص واستلم طلب الفدائيين وأرسل به إلى حكومته التي طلبت مهلة 48 ساعة لدراسة مطالب الفدائيين، ماطل الكيان الصهيونى بالرد الإيجابي وطالبت بتمديد فترة ثانية للاستفادة من الوقت والمناورة لتجهيز قوة عسكرية تتولى مهمة إنقاذ الرهائن.

وقام الكيان الصهيونى بإرسال قوة كوماندوز مكونة من ثلاث طائرات هيلوكوبتر، حاولت الطائرات الاقتراب من الزورق لانزال قوة الكوماندوز لإنقاذ الرهائن.

فاتخذت قوة الفدائيين اقصى حالات الحيطة والحذر بعد تأخر الرد الصهيونى، وتوقعت القوة هجوم لإنقاذ الرهائن، وحال سماع هدير الطائرات واقترابها من الزورق، تأكدوا من الخدعة الصهيونية قاموا بإطلاق النار على جميع الرهائن وقتلهم، واستسلمت المجموعة لخفر السواحل القبرصية .

وفي ذات اللحظة كان أحد الضباط وهو المغربي سعد الدين محمد إدريس مكلفا برصد ومتابعة العميل السوري مصطفى صبرا الذي حاول الهرب من منطقة الميناء لكن الضابط المكلف بالمهمة لحق به في أحد شوارع ليماسول قبالة فندق انتر كونتننتال واطلق عليه الرصاص وأرداه قتيلا، ثم سلم نفسه إلى أحد حواجز الشرطة القبرصية على طريق مطار لارنكا.

 معلومات حول شخصيات ضباط الموساد الذين تمت تصفيتهم في لارنكا وهم :

1. سيلفيا رفائيل (قائدة المجموعة، كانت تستخدم اسم استير بالزيو وباتريشيا ريكسبورغ، من مواليد جنوب إفريقيا وهاجرت إلى الكيان الصهيونى، كانت تعتبر بمثابة أسطورة لدى العاملين في جهاز الموساد الصهيونى نظرا لطبيعة المهام التي قامت بتنفيذها خلال عملها في الموساد الذي بدأ عام 1969م، ومنها العمل كصحفية في الأردن خلال الفترة 1969-1970 لمتابعة نشاطات التنظيمات الفلسطينية، كما شاركت في محاولة اغتيال أبو حسن سلامة في النرويج والتي ذهب ضحيتها المغربي بوشيكي والقي القبض عليها مع مجموعة الموساد وأصدرت المحكمة النرويجية ضدها حكما بالسجن لمدة 5 سنوات، واطلق سراحها بعد 18 شهرا، وترددت معلومات عن اشتراكها في عملية اغتيال أبو حسن سلامة في بيروت عام 1979م، احدث اغتيالها هزة عنيفة في داخل جهاز الموساد، بعد وصول جثمانها إلى الكيان الصهيونى أقيمت لها عسكرية مهيبة بحضور قادة جهاز الموساد والقيادات العسكرية والسياسية الصهيونية، وكانت جثتها تتقدم جثتي رجلي الموساد اللذين قتلا معها مما يدل على رتبتها الأعلى منهما).

2. زيفين بالزيو، من كبار ضباط جهاز الموساد، عمل لسنوات ضمن مجموعات الجهاز في أوروبا

3. أبراهام افنيري، من كبار ضباط جهاز الموساد، سبق وأن شارك في عدة عمليات لاغتيال قادة فلسطينيين ومنهم اغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة في شارع فردان ببيروت عام 1973م .

وإنها لثورة حتى النصر أو الشهادة

القصف بالقصف.. والقتل بالقتل.. والرعب بالرعب

الإعلام العسكري لكتائب شهداء الأقصى - فلسطين لواء الشهيد القائد " نضال العامودي"

 الذراع العسكري لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى " فتح "

120262587_443427976632254_5257447538846186800_n.jpg 120305113_3236411266413913_7350917038002876384_n.png