
تشكل خربة يرزا في الأغوار الشمالية صورة رائعة لصمود الفلسطينيين في الأغوار قل أن تجد لها نظيرا، حيث صمد أهلها الذين لا يتجاوز عددهم المائتي
وتشكل مخيمات التدريب المؤقتة التي تنتشر في محيط الخربة خطراً آخر يحدق بحياة المواطنين في الخربة، إذ عادة ما يأتي جنود الاحتلال بحافلات إلى المنطقة، ويخيمون فيها لأسبوع أو أكثر بغية التدريب.
ويؤكد رئيس لجنة مشاريع يرزا أنَّ عمليات الرماية تكون باتجاه مساكن المواطنين، ما يجعل من عدد ضحايا هذه التدريبات بين السكان يزداد باطراد.
ويؤكد مساعيد انه وبسبب التدريبات العسكرية فإنه لا يوجد نمط حياة ثابت لأهالي الخربة، الذين كثيراً ما يتركون مساكنهم، ويهربون للكهوف المجاورة هرباً من شدة التدريبات وقربها منهم.
إنذارات بهدم القرية ويضيف مساعيد حول عمليات الهدم التي طالت القرية اليوم والتي لم تشمل فقط مسجداً، بل سبعة منشآت أخرى "لقد اقتحمت قوات الاحتلال الخربة في 31-7 الماضي وسلمتنا إخطارات بهدم المسجد وأربعة مساكن أخرى".
ونوه إلى أن عملية تسليم الإخطارات حينها جاء فور الانتهاء من عمل ترميمات في المسجد وإضافة غرفتين له لكي يتسع للمصلين حيث تبلغ مساحة مسجد القرية الإجمالية 100 متر مربع. وأكد على أن أهالي الخربة يملكون أوراق "طابو" لمسجد القرية الذي يعد بناء قانونيا سيما وأنه مقام منذ أكثر من أربعة عقود. وتابع " نتسلم باستمرار إخطارات بالهدم للمنازل، فقد سبق تلك الحملة حملة أخرى تم خلالها توزيع عشرات الإخطارات على سكان الخربة، ويمكنني القول إنَّ جميع منازل ومنشآت الخربة مهددة بالهدم تماما كما باقي قرى الأغوار". حرمان من شرايين الحياة ويشير المواطن خالد عنبوسي من سكان يرزا إلى أن سلطات الاحتلال تمنع إقامة أي مشاريع بنى تحتية في خربة يرزا، وسبق أن عطلت جميع المشاريع التي كانت مقررة للخربة. ويكمل "تقع خربة يرزا على السفوح الشرقية لمدينة طوباس، ويقطنها 13 أسرة يعيشون في بيوت من الطين واللبن، حيث تخلو الخربة من أدنى مقومات الحياة، فلا صحَّة ولا تعليم ولا كهرباء ولا خطوط للمياه". واستذكر قائلا: "لقد منعت قوات الاحتلال قبل عامين شق طريق زراعي يربط خربة يزرا بمدينة طوباس، مما يضطر الأهالي إلى سلوك طريق وعرة بطول 9 كم للوصول إلى أقرب مركز خدمات في مدينة طوباس، ويكون التنقل على الأرجل أو باستخدام الدواب والجّرارات الزراعية أحيانا".
وشدد على معاناة طلبة المدارس من سكان الخربة، حيث يوجد في القرية نحو 20 طالبا في المرحلة الابتدائية يضطرون لسلوك طرق وعرة للوصول إلى مدارسهم.